السلام عليكم و رحمة الله و بركاته مدونة الامام الشهيد حسن البنا ترحب بكم وتتمني لكم قضاء وقت ممتعم والاستفادة من المدونة بقدر كبير ان شاء الله ** سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم ** طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة مقعدا نرحب بنقدكم البناء والمدونة في طور التصميم .كما نتشرف بتوقيعكم في سجل الزوار.أخوكم في الله ::محب الاسلام ::......... ..

آخر الاخبار

مشاري العفاسي

You need to upgrade your Flash Player

أضفنا للمفضلة

مدونة الامام الشهيد حسن البنا Headline Animator

بعض الفيديواهات لمؤسس جماعة الاخوان


MusicPlaylistRingtones
Create a playlist at MixPod.com

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

نسخة نادرة لأولى رسائل الإمام "حسن البنا"



نسخة نادرة لأولى رسائل الإمام "حسن البنا"



   





هذه الوثيقة: هي أولى رسائل الأستاذ المرشد إلى الإخوان المسلمين، صدرت في فترة مبكرة من عمر الدعوة بعد انتقال الأستاذ المرشد إلى القاهرة، قبل انعقاد مجلس الشورى الأول للإخوان بأسبوع واحد، ولم تصدر بعدها رسائل منفصلة، كما أشار الأستاذ المرشد في ثناياها، إذ صدرت مجلة جريدة الإخوان المسلمون الأسبوعية، ونشرت للإمام سلسلة مقالاته التي جمعت في رسائل منفصلة فيما بعد.






موضوع الوثيقة






موضوع روحي تربوي مركز، يتناول معنى تربويًا هامًا، كان الإمام حريصًا على غرسه في نفوس الإخوان دائمًا، وهو التوازن بين العلم الذي يحصله الفرد وبين العمل به وتطبيقه وتحويله إلى واقع عملي في حياته وسلوكه، والترهيب من غلبة العلم والمعرفة دون التزام وعمل.






ويلاحظ فيها الروح الإيمانية العالية التي يشعر بها كل مَن يطالع الرسالة ويتأثر لا محالة بها، وهي أثر من آثار الفيض الرباني على قلب الإمام رحمه الله، كما يلاحظ فيها حرص الإمام على ضبط هذا الجانب من جوانب التربية






والسلوك لدى الإخوان، والتركيز عليه في هذه الفترة المبكرة؛ يقينًا منه أن هذا هو الأساس الذي ستبنى عليه باقي جوانب التربية والإصلاح للشخصية المسلمة المنشودة.






نص الوثيقة:


"بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على سيدنا محمد نور الكون وجماله وعلى آله وصحبه، ومَن تبع هداهم إلى يوم الدين.






أيها الإخوان المسلمون الكرام، أيد الله بكم الحق، وألهمكم الرشد، وأمدكم بروح منه، وجعلكم من القائمين بأمره المهتدين بهدي رسوله، الداعين إلى شريعته، الظاهرين على الحق لا يضرهم مَن عاداهم حتى تقوم الساعة.






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


والحنين نحوكم، والحمد لكم والشوق إليكم


وبعد فاعلموا إخواني أوضح الله لي ولكم نهج الحق أن الغرض من هذه الرسالة الخاصة بكم وبمن أحبكم من الإخوان الكرام التحدث إليكم والتذكرة بمبادئكم والتعاون معكم على الوصول إلى الغاية التي عاهدتم الله على العمل لها والجهاد في سبيلها، فأنصتوا تؤجروا وتفهموا ما يُتلى عليكم بقلوبكم فإن كنتم تعلمونه فهو ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين، وإن كان غير ذلك فهو طلب للعلم، وقد أمرنا رسولنا بطلب العلم ولو في الصين.






واعلموا إخواني أن العلم علمان؛ علم في القلب، فهو العلم النافع، وعلم على اللسان، فذلك حجة الله على ابن آدم، وقد بيَّن الله لكم صنفين من الناس في كتابه؛ صنفًا وصفهم بقوله ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولِئكَ كَالأْنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ﴾ (الأعراف: 179)، وصنفًا وصفهم بقوله ﴿اللًّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ (الزمر: 23).






فالصنف الأول: هم الغافلون الذين لا يستمعون للعلم، ولا يفقهون العظة والنصح.


والصنف الثاني: هم المؤمنون الذين رقَّت قُلوبهم، وانشرحت بالإيمان صدورهم، فهم للعلم يستمعون وبالموعظة يتأثرون ﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِّرُوا عَلَيْهَا صُمًّا وُعُمْيَانًا﴾ (الفرقان: 73)، فانظر أي الطريقين تسلك أيها الأخ الكريم.






يا أخي.. إن القلب المظلم لا يستفيد شيئًا كالأرض إن سبخت لم ينفع المطر، وإن القلب الرقيق اللين الذي يفهم ما يسمع ويعمل بما يفهم هو موضع الفائدة ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيْبُ يَخْرُجُ نَبَاتُه بِإذْنِ رَبِّه﴾ (الأعراف: 58)، فكن قلبًا مستنيرًا وفؤادًا واعيًا وجارحة مستعدة للعمل تكن من الفائزين، وإن قليلاً من العلم تحسنه ثم تعمل به خير من كثير تحفظه بدون عمل، وقد كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع.






يا أخي أرسل أحد تلامذة الإمام الغزالي- رضي الله عنه- إلى شيخه يطلب إليه أن يبعث له برسالة تتضمن ما ينفعه في دنياه وآخرته مع الاختصار، فأجابه الشيخ برسالة عظيمة جعل أولها وصيته بأن يعمل بما يعلم، ولأنقل لك ملخص هذا الفصل من هذه الرسالة لعظيم فائدته فاسمع:


قال الإمام الغزالي رضي الله عنه:


"يا ولدي النصيحة سهلة، ولكن الصعب قبولها؛ لأنها في فم مَن لم يتعودها مرة المذاق، وإن مَن يحصل العلم ولا يعمل به تكون الحجة عليه أعظم، كما قال رسول الله "أشد الناس عذابًا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه".






يا ولدي لا تكن من الأعمال مفلسًا، ولا من الاجتهاد في الطاعة خاليًا، وتيقن أن العلم المجرد لا يأخذ باليد- مثاله: لو كان مع رجل عشرة أسياف هندية وأسلحة أخرى، وهو في صحراء فخرج عليه أسد مهيب، فهل تدفع عنه هذه الأسلحة بدون أن يستعملها؟ فذلك مثل العلم والعمل لا فائدة في الأول بدون الثاني، ومثل آخر- لو مرض شخص بمرض مستعصي ووُصف له دواء مركب من عقاقير مختلفة، فأحضر الدواء ولم يستخدمه هل يشفيه هذا الدواء من مرضه؟ كذلك العلم لا يفيد النفس في الدنيا ولا يؤدي إلى النجاة في الآخرة إلا بالعمل.






والفُرْسُ يقولون: "كرمي دوخرار رطل هي بيمائي بأمي نحوري نباشرت سيداتي"


ومعناها بالعربية: "لو كلمت ألفي رطل خمر لم تكن لتصير نشوانًا إذا لم تشرب".


يا ولدي- لو قرأت العلم مائة سنة، وجمعت ألف كتاب لا تكون مستعدًا لرحمة الله إلا بالعمل


﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى﴾ (النجم:39)، ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ (الكهف:110).






يا ولدي: ما لم نعملْ لم نأخذْ الأجرَ، وفيما يُنسب إلى سيدنا عَلِيٍّ- كرم الله وجهه-: "مَن ظن أنه بدون الجهد يصل فهو متمنٍ، والمُنى بضائع الموتى"، وقال الحسن البصري- رضي الله عنه-: "طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب"، وفي الخبر عن الله تعالى: "ما أقل حياءً مَن يطمع في جنتي بغير عمل.."، وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:"الكبس مَن دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنَّى على الله الأماني".






يا ولدي: عشْ ما شئت فإنك ميت، وأحبب مَن شئت فإنك مفارقه، واعملْ ما شئت فإنك مجزي به، والعلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون، ولابد منهما معًا، وإن العلم وحده لا يبعدك اليوم عن المعاصي ولا ينجيك غدًا من النار، فإذا لم تجتهد اليوم في العمل.. فيوم القيامة تقول: "ارجعون لعلي أعمل صالحًا" فيقال لك: "يا هذا أنت من هناك جئت" انتهى.






أرأيت أيها الأخ المسلم هذه الوصية الغالية، إنها وصيتي إليك في هذه الرسالة فتفهمها، واستعد للعمل بها، واجعلها أساسًا تلاحظه، وتذكره فيما سيُعرض لك من الرسائل التالية إن شاء الله، والله ولي توفيقي وتوفيقك إلى ما يُحبه ويرضاه.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الفقير إليه تعالى


حسن أحمد البنا


خادم مبادئ الإخوان المسلمين

0 التعليقات:

إرسال تعليق

FeedBurner FeedCount