السلام عليكم و رحمة الله و بركاته مدونة الامام الشهيد حسن البنا ترحب بكم وتتمني لكم قضاء وقت ممتعم والاستفادة من المدونة بقدر كبير ان شاء الله ** سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم ** طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة مقعدا نرحب بنقدكم البناء والمدونة في طور التصميم .كما نتشرف بتوقيعكم في سجل الزوار.أخوكم في الله ::محب الاسلام ::......... ..

آخر الاخبار

مشاري العفاسي

You need to upgrade your Flash Player

أضفنا للمفضلة

مدونة الامام الشهيد حسن البنا Headline Animator

بعض الفيديواهات لمؤسس جماعة الاخوان


MusicPlaylistRingtones
Create a playlist at MixPod.com

الاثنين، 30 أغسطس 2010

البرنامج الشهير القاهرة اليوم كشف كذب وتضليل مسلسل الجماعه


بسم الله الرحمن الرحيم

فى البرنامج الشهير القاهرة اليوم كشف كذب وتضليل 



مسلسل الجماعه

الفيديو مقسم على اربع اجزاء

الجزء الاول







الجزء الثانى






الجزء الثالث







الجزء الرابع


تابع القراءة ....

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

مئوية حسن البنا.. موقفه من القضية الفلسطينية




منذ نحو أربعين عاماً تقود حركة فتح ساحة العمل الوطني الفلسطيني، وقبل نحو عشرين عاماً أخذت حركة حماس تقاسمها النفوذ على هذه الساحة. وإذا ما علمنا أن الحركتين كلتاهما قد خرجتا من رحم الإخوان المسلمين (مع إدراكنا أن فتح اتجهت منذ مرحلة مبكرة اتجاهاً علمانياً)، فلعلنا ندرك إلى أي مدى كان تأثير الشيخ حسن البنا وفكره في العمل للقضية الفلسطينية.
لقد حقق البنا ومدرسته ثلاث نجاحات متميزة قلما تتحقق لشخص من الأشخاص أو حركة من الحركات:
الأول: نجح البنا في تقديم خطاب إسلامي يتسم إلى جانب كونه شاملاً بأنه بسيط سهل الفهم؛ وهو ما جعل الخطاب الإسلامي ينطلق من أَسْر الفئات المثقفة والنخبوية (التي ميزت خطابات الأفغاني وعبده ورشيد رضا...) إلى الفئات الشعبية وإلى جميع طبقات المجتمع.
"
نجح البنا وحركته في تجاوز الخصوصية الإقليمية التي كانت عادة ما تطبع حركات التجديد والإحياء الإسلامية التي سبقته أو عاصرته، فنجح في بناء حركة يتوزع أفرادها على معظم بلدان العالم الإسلامي وتجمعات المسلمين في المهجر وتقود العمل الإسلامي في عدد من البلدان
"
الثاني: نجح البنا وحركته في تجاوز الخصوصية الإقليمية التي كانت عادة ما تطبع حركات التجديد والإحياء الإسلامية التي سبقته أو عاصرته، كالوهابية في الجزيرة العربية، والمهدية في السودان، والسنوسية في المغرب العربي، والنورسية في تركيا، والجماعة الإسلامية في القارة الهندية. ونجح البنا في بناء حركة يتوزع أفرادها على معظم بلدان العالم الإسلامي وتجمعات المسلمين في المهجر، وتقود العمل الإسلامي في عدد من البلدان.
الثالث: نجح البنا في تقديم حركة قابلة للحياة والتجدد والاستمرار عبر الأجيال، ولا تزال هذه الحركة تتمتع بالكثير من القوة والحيوية والانتشار (بعد أكثر من 57 عاماً على استشهاده)، على الرغم من كثرة الصعاب التي واجهتها ولا تزال تواجهها.
وتمر هذه الأيام الذكرى المئوية لولادة حسن البنا (ولد في أكتوبر/تشرين الأول 1906)، ورغم الجدل الكبير في الساحة السياسية والثقافية حول الشيخ البنا ومدرسته، فإن هذا المقال يحاول التركيز على الرؤية الفكرية للشيخ البنا المتعلقة بفلسطين.
أمة واحدة.. وطن واحد.. همٌ واحد
عندما أنشأ البنا جماعة الإخوان المسلمين في مارس/آذار 1928، كان الاهتمام المصري الرسمي وحتى الشعبي بقضية فلسطين ضئيلاً. وكان من نماذج السلوك الرسمي السلبي المصري أن رئيس وزراء مصر محمد محمود عندما سُئل عن سياسته حول قضية فلسطين أجاب في خبر نشرته جريدة الأهرام في 20 حزيران/يونيو 1938 أنه رئيس وزراء مصر وليس رئيس وزراء فلسطين.
وكان ذلك بينما كانت الثورة الكبرى مشتعلة على أشدها في فلسطين، وفي الوقت نفسه كان القنصل المصري في القدس لا يزال حتى 1938 يدعو الزعماء الصهاينة إلى حفلات الاستقبال في الذكرى السنوية لميلاد الملك وفي ذكرى اعتلائه العرش!!.
عدَ الشيخ البنا الوطن الإسلامي وطناً واحداً وأمة الإسلام أمة واحدة، فكان يقول "إن كل أرض يقال فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله، هي جزء من وطننا، له حرمته وقداسته، والإخلاص له والجهاد في سبيل خيره".
"
البنا: حسبك من وطنية الإخوان المسلمين أنهم يعتقدون عقيدة جازمة لازمة أن التفريط في أي شبر أرضٍ يقطنه مسلم جريمة لا تُغتفر حتى يعيدوه أو يهلكوا دون إعادته، ولا نجاة لهم من الله إلا بهذا
"
وقد رأى الشيخ البنا أن الوطنية والعروبة والإسلام هي دوائر متكاملة غير متعارضة، وأن الشخص يسَعُهُ أن يعمل بكل إخلاص لمصلحة وطنه، ويعمل في الوقت نفسه لعالمه العربي ولعالمه الإسلامي.
وحسب البنا( كما جاء في رسائله) فإن المسلمين هم "أشد الناس إخلاصاً لأوطانهم، ولكن الفارق بين المسلمين وبين غيرهم من دعاة الوطنية المجردة أن أساس وطنية المسلمين العقيدة الإسلامية, كما أنهم لا يقفون بهذا الشعور عند حدودها، بل يُشركون معها فيه كل أرض إسلامية وكل وطنٍ إسلامي.. وحسبك من وطنية الإخوان المسلمين أنهم يعتقدون عقيدة جازمة لازمة أن التفريط في أي شبر أرضٍ يقطنه مسلم جريمة لا تُغتفر حتى يعيدوه أو يهلكوا دون إعادته، ولا نجاة لهم من الله إلا بهذا".
فلسطين.. المكانة والمسؤوليةوعلى ذلك فإن اهتمام البنا بقضية فلسطين جاء في السياق الطبيعي لفهمه الإسلامي وفي صميم برنامج عمله، بل صار محكًّا لاختبار مصداقية وجدية فكره ودعوته.
ولذلك يؤكد البنا أن "فلسطين وطن لكل مسلم باعتبارها من أرض الإسلام، وباعتبارها مهد الأنبياء، وباعتبارها مقر المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله". ويرى البنا أن "قضية فلسطين هي قضية كل مسلم".
ويربط طرح الإخوان بشكل مُحكم بين الإسلام وفلسطين، وهو طرح لا يقرر فقط المكانة الدينية لفلسطين أو الترابط العاطفي والتاريخي معها، ولكنه يعد التخاذل عن حمايتها ونصرتها تخاذلاً عن نصرة الإسلام نفسه، وذلك حسب ما جاء في جريدة "الإخوان المسلمون" 6/6/1936: "وما الشعب الفلسطيني إلا أخٌ لنا، فمن قعد عن فلسطين فقد قعد عن الله ورسوله، وظاهر على الإسلام، ومن أعانها وبذل لها وأمدها فقد انتصر لله ورسوله ودافع عن الإسلام".
ويتكرر هذا الربط المُحكم في موضع آخر عندما ينص الإخوان في مقال نشرته مجلة النذير في 25/3/1937 على أن القول: "مالي ولفلسطين في هذه الظروف" معناه مالي وللإسلام. ففلسطين ليست قضية وطن جغرافي بعينه، وإنما هي قضية الإسلام الذي تدينون به، فما فلسطين إلا قطعة مصابة من الجسد الإسلامي العام، ولبنة مزعزعة من لبنات بنيانه، فكل قطعة لا تتألم لألم فلسطين ليست من هذا الجسد، وكل لبنة لا تختل لاختلال فلسطين ليست من هذا البنيان".
"
عبَر فكر البنا عن حالة نضج مبكرة ومتقدمة في جدلية العلاقة بين مشروع النهضة الإسلامية وبين تحرير فلسطين. فقد رأى أن حل قضية فلسطين سيكون بتلازم خطى الوحدة والجهاد
"
يرى البنا وجوب الجهاد لتحرير فلسطين ونصرة أهلها، فقد ذكر في رسالة بعثها إلى السفير البريطاني في القاهرة ونشرتها النذير في 26/12/1938 أن "الإخوان سيبذلون أرواحهم وأموالهم في سبيل بقاء كل شبر من فلسطين إسلامياً عربياً حتى يرث الله الأرض ومن عليها". وقال في رسالة بعثها في مايو/أيار 1939 إلى رئيس وزراء مصر محمد محمود "إن الإنجليز واليهود لن يفهموا إلا لغة واحدة، وهي لغة الثورة والقوة والدم".
وقد عبَر فكر البنا عن حالة نضج مبكرة ومتقدمة في جدلية العلاقة بين مشروع النهضة الإسلامية وبين تحرير فلسطين، حيث رأى أن حل قضية فلسطين سيكون بتلازم خطى الوحدة والجهاد.
فالمشروعان بالنسبة له يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنبٍ بحيث يسند أحدهما الآخر ويكمله، ولا ينبغي تعطيل مشروع في انتظار إنجاز الآخر.
إذ إن تحرير فلسطين يستدعي العمل على نهضة الأمة لتستكمل عناصر قوتها ووحدتها وبالتالي تكون مؤهلة للاستجابة لتحدي التحرير وهزيمة المشروع الصهيوني.
وكذلك فإن الجهاد في فلسطين ومقاومة العدو تمثل في حدّ ذاتها عنصراً هاماً في عملية استنهاض الأمة، وبث معاني الجهاد وكشف أعداء الأمة، وتوحيدها تجاه التحديات الكبرى. وهو الخط الفكري الذي تطرحه حماس.
ولذلك نجد في أدبيات الإخوان التي يعود بعضها إلى سنة 1936 أن العمل لقضية فلسطين لن تقف بركته عند تحقيق الوحدة العربية، بل إنها ستحقق أيضاً الوحدة الإسلامية.
ورأى البنا في مقال نشره في النذير في 27/7/1938 أن قضية فلسطين وثورتها كان لهما أثر كبير طيب على بلدان المسلمين، فعندما قامت الثورة الكبرى في فلسطين سنة 1936 أعادت الجهاد إلى الواقع مرة أخرى، وقام الفلسطينيون "يحسنون من جديد صناعة الموت".
وسرى هذا التيار "من نفس الفئة المجاهدة القليلة في جوار الحرم المقدس إلى شباب الإسلام والعرب" على حد تعبيره. وخاطب البنا أهل فلسطين "أيها الفلسطينيون لو لم يكن من نتائج ثورتكم إلا أن كشفتم غشاوات الذلة وحجب الاستسلام عن النفوس الإسلامية، وأرشدتم شعوب الإسلام إلى ما في صناعة الموت من لذة وجمال وروعة وربح لكنتم الفائزين".
"
البنا: قضية فلسطين لم تحل، ليس لأن المسلمين لا يقدرون، بل لأنهم لا يريدون، وهم لا يريدون لأنهم لا يشعرون، وذلك لأنهم مسلمون أدعياء
"
ويربط البنا بين عدم القدرة على تحرير فلسطين وبين ضعف المسلمين وتخلفهم عن دينهم، وبمعنى آخر فإن عملية التحرير مرتبطة بعملية استنهاض الأمة فيذكر في النذير في يوليو/تموز 1938 أن "قضية فلسطين لم تحل، ليس لأن المسلمين لا يقدرون، بل لأنهم لا يريدون، وهم لا يريدون لأنهم لا يشعرون، وذلك لأنهم مسلمون أدعياء".
وفي سعيه لتشجيع التواصل بين المسلمين والدفع باتجاه مشروع الوحدة، اتصل البنا بعدد من القيادات العربية والإسلامية للحصول على دعمهم لعقد مؤتمر لنصرة فلسطين، وكتب البنا في 4 أكتوبر/تشرين الأول 1937 في النذير: "أيها المسلمون لا تضيعوا دقيقة دون التحضير للتحرير، ولتكونوا قادرين بعد ذلك على اختيار ميدان المعركة بدل أن تُساقوا كالخراف... أيها المسلمون أنتم تحتاجون القوة وتحتاجون الوحدة التي هي أول خطوة لتحقيق القوة". وهي رسالة تعبر عن فهم البنا للجمع بين مشروعي الوحدة والتحرير.
الموقف من اليهود
على الرغم من أن الكثير من أدبيات الإسلاميين لم تكن تفرق (إلى سنوات قريبة) بشكل واضح بين معاداة أو محاربة اليهود لمجرد كونهم يهوداً، وبين معاداة ومقاتلة اليهود المعتدين في فلسطين، فإن الشيخ البنا منذ مرحلة مبكرة جداً قدم تصوراً واضحاً يفرق بين اليهود باعتبارهم أهل كتاب تجرى عليهم الأحكام العامة، ولهم حقوقهم المعروفة في الفقه الإسلامي، وبين اليهود الصهاينة المعتدين الذين تجب محاربتهم لقيامهم باغتصاب أرض المسلمين وحقوقهم. وهو ما أكده البنا أمام لجنة التحقيق البريطانية الأميركية في 5 مارس/ آذار 1946.
ورفض البنا الظلم الذي تعرض له اليهود في أوروبا، لكنه رفض أن يتحقق إنصافهم عبر ظلم أهل فلسطين والعرب، وذكر البنا "لا شك أننا نتألم لمحنة اليهود تألماً شديداً ولكن ليس معنى هذا أن يُنصفوا بظلم العرب وأن ترفع عنهم بهلاك غيرهم والعدوان عليه".
الموقف من الاحتلال البريطاني لفلسطين
رفض الشيخ البنا وعد بلفور ورأى أن بريطانيا نكثت عهودها للعرب بالحرية والاستقلال، وعبر عن سخطه على السياسات القمعية البريطانية ومصادرة الحريات وإرهاب الآمنين ونفي الزعماء، وأعلن تضامنه مع الحاج أمين الحسيني زعيم فلسطين، كما حذر الوفود الإسلامية إلى مؤتمر لندن (فبراير/مارس 1939) من المكر والخداع البريطاني.
فقد ذكر 
"
تبنى البنا طرح الحركة الوطنية الفلسطينية فيما يتعلق بمطالب الشعب الفلسطيني من بريطانيا, حيث طالب بريطانيا بوقف الهجرة اليهودية وقفاً تاماً، وبإطلاق السجناء وإعادة المبعدين وتعويض المتضررين وباعتراف بريطانيا باستقلال فلسطين
"
البنا في مقال له بالنذير في 6 ديسمبر/كانون الأول 1938 أن المشكلة الحقيقية هي أساساً بين العرب مالكي الأرض في فلسطين وبين البريطانيين الذين سيطروا على البلد، ووضعوه تحت هذه الظروف.
ويعكس هذا الفهم النتيجة نفسها التي وصل إليها العرب في فلسطين إثر ثورة البُراق (أغسطس/آب 1929) من أن بريطانيا هي "أصل الداء وسبب كل بلاء" حيث أخذت معارضتهم وثوراتهم تتركز ضد البريطانيين.
وهكذا تبنى الشيخ البنا طرح الحركة الوطنية الفلسطينية فيما يتعلق بمطالب الشعب الفلسطيني من بريطانيا وبحل قضية فلسطين. فقد طالب بريطانيا بوقف الهجرة اليهودية وقفاً تاماً، وبإطلاق السجناء، وإعادة المبعدين، وتعويض المتضررين، وباعتراف بريطانيا باستقلال فلسطين استقلالاً تاماً عربية مسلمة، ويمكن أن يكون ذلك بناءً على اتفاق يضمن حقوق العرب، ويعامل فيه اليهود معاملة الأقليات.
في الجانب العملي
ورغم أن هذا المقال لا يتسع للحديث عن الجهود العملية للبنا تجاه فلسطين، والتي كتبت فيها دراسات عديدة فإنه من المفيد الإشارة إلى أن الإخوان كانوا من أوائل وأبرز الجمعيات التي عَرّفت بفلسطين وحرّكت الجماهير للتفاعل معها، وخصوصاً في مصر منذ ثلاثينيات القرن العشرين.
وكانت أول محاولة لنشر دعوتهم خارج مصر قد بدأت بفلسطين سنة 1935. وعادة ما يذكر الإخوان أن أهم أسباب إنشاء البنا للنظام السري الخاص داخل جماعة الإخوان سنة 1940 تقريباً، هو مشاركة أعضائه في الجهاد لتحرير فلسطين من الانتداب البريطاني، وإفشال المخطط اليهودي في بناء الوطن القومي على أرضها، وقد كان أعضاء هذا النظام يُختارون من خلاصة الإخوان، ويخضعون لتدريبات بدنية شاقة فضلا عن التدريب على السلاح.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 1947 أعلن البنا التبرع بدماء عشرة آلاف من الإخوان كدفعة أولى لمعركة فلسطين التي أخذت بوادرها في الظهور، وأرسل بذلك إلى جامعة الدول العربية. لكن الحكومة المصرية ضيقت الخناق عليهم، ومنعتهم من السفر إلا بشكل محدود جداً. ومع ذلك فإن المئات الذين استطاعوا المشاركة في المعارك، قاموا بأدوار مشهودة.
"
لم يكن حسن البنا سعيداً بأداء الجيوش العربية وهزائمها وتراجعاتها، ولذلك قرر أن يعد قوة ضخمة للدفاع عن القدس التي كانت تتعرض لخطر كبير، وقال إنه سيعلن الجهاد الديني والتعبئة الشعبية بعد أن فشلت الحكومات العربية
"
ولم يكن حسن البنا سعيداً بأداء الجيوش العربية وهزائمها وتراجعاتها، ولذلك قرر أن يعد قوة ضخمة للدفاع عن القدس، التي كانت تتعرض لخطر كبير، وقال إنه سيعلن الجهاد الديني والتعبئة الشعبية، بعد أن فشلت الحكومات العربية، وكان يردد هذه العبارة "ما فيش فايدة، الناس دول مش عاوزين يحاربوا"!
غير أنه تم حل جماعة الإخوان المسلمين في ديسمبر/ كانون الأول 1948 قبل أن تنتهي المعارك، ومن الملفت للنظر أنه عندما شعر الإخوان المقاتلون في فلسطين بالقلق لحل جماعتهم وما يحدث في مصر، أرسل إليهم البنا يطلب منهم الاستمرار في جهادهم، مؤكداً على أن معركتهم هي في فلسطين.
وكان مصير هؤلاء على أي حال هو الاعتقال والسجون حتى قبل عودتهم إلى مصر. وقامت المخابرات المصرية باغتيال حسن البنا نفسه في 12 فبراير 1949، قبيل توقيعها اتفاقية الهدنة مع الكيان الصهيوني.
لا شك أن البنا يستحق في ذكراه المئوية وقفة تقدير، إذ من الظاهر أنه قد دفع فاتورة حبه لفلسطين والتزامه الصادق بنصرتها وتحريرها، وسوف يكتب التاريخ أنه كان من رجالات العصر الذين أعطوا لفلسطين الكثير ومن أبرز من أسهموا في توسيع دائرة الاهتمام بها، وجعلوها محط أنظار المسلمين.

تابع القراءة ....

فيلم عن حياة ومسيرة وممات مؤسس جماعة الأخوان المسلمين الإمام الشهيد حسن البنا

فيلم عن حياة ومسيرة وممات مؤسس جماعة الأخوان المسلمين الإمام الشهيد حسن البنا


تابع القراءة ....

الجريمة السياسية - إغتيال حسن البنا- الجزء الثاني

الجريمة السياسية - إغتيال حسن البنا- الجزء الثاني


تابع القراءة ....

الجريمة السياسية - إغتيال حسن البنا- الجزء الأول

الجريمة السياسية - إغتيال حسن البنا- الجزء الأول


تابع القراءة ....

فيلم عن إغتيال الإمام حسن البنا 12 فبراير 1942 كلمات الاستاذ سيد قطب

فيلم عن إغتيال الإمام حسن البنا 12 فبراير 1942


تابع القراءة ....

الإمام "حسن البنا" أحبه الناس رغم أنف "وحيد حامد" ومسلسله الأمنى الجماعة




لولم أكن أعرف أن "وحيد حامد" كان يقصد تشويه صورة جماعة "الإخوان المسلمون" ومؤسسها ومرشدها فضيلة الإمام الشيخ "حسن أحمد البنا" الشهير بـ "حسن البنا" لقلت أن جماعة الإخوان اتفقت مع وحيد حامد لعمل هذا المسلسل "الجماعة" من أجل ازدياد شعبية الإخوان فعلى الرغم من التشويه المتعمد لجماعة الإخوان منذ بداية الحلقة الأولى وحتى الحلقة "11" التى أراد المسلسل أن يجعل من الشيخ "البنا" أنه رجل "ميكافللى" ويحب الزعامة وأنه بدأ يجمع من حوله من البسطاء ليستطيع السيطرة عليهم،وأنه متهور وحاد الطبع إلى آخر كل ما من شأنه أن يشوه صورة الرجل،لكن السيد "وحيد حامد" نسى أو تناسى أن الشعب المصرى لديه قناعة لا تقبل المساومة أن ليس كل ما ينتج من مسلسلات حقيقى،ولو كان كاتب أو مخرج المسلسل لديه ذرة من حيادية لكان على الأقل أن يأتى بمشهد حتى لو 10 ثوان فيه أحد المعتقلين وعلى عينه غمامة سوداء خلال التحقيقات،وعدم وجود مثل هذا المشهد كفيل بأن ينسف ويكذّب هذا المسلسل من أول دقيقة فيه،كان يمكن للمسلسل أن يأتى بمشهد قليل جدا يثبت فيه الإهانة التى توجه للمعتقل من الإخوان أو غيره من أى معتقل سياسى،وأنا الحقيقة أشكر من أوعز للكاتب أو المخرج أن لا يأتى بتلك المشاهد التى ستنسف كل أفلام وحيد حامد بزعيمه عادل إمام ولولم أكن أعلم أيضا أن عدم وجود تلك المشاهد هى مجاملة لوزارة الداخلية المصرية وللنظام المصرى لقلت أن هناك من تآمر على وحيد حامد ليحرجه أمام مشاهدى أعماله والمعجبين بأفلامه التى أحيانا يصدقها البعض،إن الله إذا أحب عبدا لن يستطيع أحد بعشرات ومئات المسلسلات والأفلام أن ينزع هذا الحب من شخص أحبه الله فأحبه الناس،وكل ما أنفقتموه على هذا المسلسل سيكون حسرة عليكم ثم إلى ربكم تحشرون،أعجب كل العجب حينما أنظر حولى وأجد هذا التمدد الإخوانى فى مصر والعالمين العربى والإسلامى رغم محاربة هذا التنظيم على مرار السنوات الخمسين الماضية وبكل قسوة فى مقابل أن أحزابا كانت هى السلطة لم تستطع أن تنافس جماعة "الإخوان المسلمون" بل أرى أن الأحزاب القديمة والجديدة تلهث خلف "الإخوان" إن وجود مسلسل يحمل اسم "الجماعة" هو أكبر دليل على أن "الجماعة" ليست مهرجة أو عشوائية وأنها تعمل وفق خطط منطقية ومدروسة وبعيدة المدى وهذا هو الفرق بين جماعة "الإخوان المسلمون" وغيرهم من التنظيمات أو الأحزاب السياسية التى لو لاقى منها حزبا أو تنظيما معشار ما لاقاه "الإخوان" لكان من الهالكين الذين لا أثر لهم وامتداد هذا التنظيم الإخوانى لم يكن كذلك إلا بفضل الله أولا ثم بفضل رجل يعد بمقاييس البشر من المعجزات وإنى أرى أن اغتياله فى ريعان شبابه هو أيضا إحدى المعجزات الخاصة به هو،ولكأن الله أراد أن ينتشل هذا الرجل بعد أن أدى رسالته العالمية من أمور كثيرة ربما يراها البعض أنها كانت تضر بالشيخ وبالجماعة أكثر مما تنفعه وكانت عملية اغتياله بمثابة "استشهاد" لهذا الرجل الذى تقف دول كبرى لمحاولة محو اسمه من ذاكرة التاريخ،ليت السيد وحيد حامد يقوم بعمل استطلاع رأى حقيقى بين الناس ووقتها سيعلم أنه خدم "الجماعة" ورفع من شأن الإمام "البنا" من حيث أراد عكس ذلك،هذا ليس دفاعا عن الإمام "البنا" ولست مرشحا فى الانتخابات القادمة حتى أتقرب إلى الإخوان من أجل مساندتى فى الانتخابات التى أطالبهم بأن يقاطعوها لكن ما أقوله هو إحساسى الشخصى وكمثل أى إحساس آخر لدى كثير من المصريين،وهذا لا يعنى أن جماعة "الإخوان" منزهة ومعصومة،فكل ابن آدم خطّاء،قد تختلف جماعة الإخوان الآن عن جماعة "الإخوان" فى عهد الإمام البنا فلكل زمن دولة ورجال،ولعل عملا فنيا تاريخيا سياسيا مثل هذا يجعل "الجماعة" تعمل على مراجعة النفس وأظنها تفعل ذلك وليت "الإخوان" لا يفكرون فى رفع قضايا ضد وحيد حامد حتى لا يتصور أنه على صواب بعد أن ظهرت سقطاته المتكررة فى مسلسله الأمنى الذى يحمل اسم "الجماعة" .
تابع القراءة ....

توجيهات قرآنية

توجيهات قرآنية






تابع القراءة ....

تصدق في رمضان

تصدق في رمضان


تابع القراءة ....

اللهم تقبل صيامنا

اللهم تقبل صيامنا






تابع القراءة ....

دعاء الإفطار


دعاء الإفطار




تابع القراءة ....

من فطر صائما

من فطر صائما


 
تابع القراءة ....

العشر الأواخر

العشر الأواخر





تابع القراءة ....

من صام رمضان

من صام رمضان





تابع القراءة ....

للصائم دعوة لا ترد- تصاميم اسلامية

للصائم دعوة لا ترد

تابع القراءة ....

فلاش دعـــــــــاء القنــــــــــوت

فلاش  دعـــــــــاء القنــــــــــوت

تابع القراءة ....

فلاش ليلة القدر

فلاش ليلة القدر



تابع القراءة ....

فلاش شهر الصيام

فلاش شهر الصيام

تابع القراءة ....

يامصطفي- فرقة صبا

يامصطفي- فرقة صبا

تابع القراءة ....

صرخة أمة - فرقة صبا

صرخة أمة - فرقة صبا

تابع القراءة ....

سطر أمجادك - فرقة صبا

سطر أمجادك - فرقة صبا

تابع القراءة ....

شمس الحرية - فرقة صبا

شمس الحرية - فرقة صبا

تابع القراءة ....

فرقة صبا الفنية 2 - يا غزة الأحرار

ياغزة الاحرار - فرقة صبا


تابع القراءة ....

فرقة صبا - لا تبكي - إيقاع


فرقة صبا - لا تبكي - إيقاع


تابع القراءة ....

كليب آيات ربي - للفنان يحيى حوي



كليب آيات ربي - للفنان يحيى حوي



تابع القراءة ....

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

مدخل إلى رسائل الإمام البنا.. دراسة تأسيسية

مدخل إلى رسائل الإمام البنا.. دراسة تأسيسية







الإمام الشهيد حسن البنا


عرض: د. محمد المتولي


لك يا إمامي يا أعز معلم يا حامل المصباح في الزمن العمي


يا مرشد الدنيا لنهج محمد يا نفحة من جيل دار الأرقم


حسبوك مت وأنت حي خالد ما مات غير المستبد المجرم


حسبوك مت وأنت فينا شاهد نجلو بنهجك كل درب معتم


شيَّدت للإسلام صرحًا لم تكن لبناته غير الشباب المسلم


وكتبت للدنيا وثيقة صحوة وأبيت إلا أن تُوقَّع بالدم


لم أجد في افتتاح هذه القراءة لهذا الكتاب الجديد أعلى من هذه الأبيات التي نظمها العلامة الجليل الدكتور يوسف القرضاوي؛ حيث جمعت للإمام أسباب المجد الذي حازه، والتي تمثَّلت في ما شيده للإسلام من صروحٍ جعلته بحق يجدد شباب الأمة الإسلامية في العصر الحديث.






وقصة هذا الكتاب ترجع إلى نحو عام ونصف العام يوم التقيتُ الشيخ الكريم عبد الخالق الشريف، وتناولنا ضمن ما تناولناه من أطراف الحديث عما يلزمنا والذكرى الثمانين لنشأة الحركة التي أرسى دعائمها الأستاذ الإمام حسن البنا؛ مما كان من شأنه تكليفي بالبدء فيما يمثل نقطة انطلاق، فكان مني استكتاب من ترى جهدهم في هذا الكتاب الذي يمثل بداية فقط لما يتصور صنعه نحو هذا الرجل العملاق رحمه الله ورضي عنه.






والكتاب الذي بين أيدينا محاولة أولى للكشف عن القيمة الكبرى للنص المركزي في فكر حسن البنا وحركته الرائدة، وهي محاولة تسعى للتأسيس لنوعٍ جديدٍ من قراءتها مدعوم بما استطاعه الإخوة المشاركون بحديثهم من كشفٍ عن نص مجموعة الرسائل.






غلاف كتاب مدخل إلى رسائل الإمام البنا






والكتاب الذي قام على تحريره الدكتور خالد فهمي، وقدَّم بين يديه بمقدمة طويلة كاشفة عن الموقع العلمي والفكري لشخصية حسن البنا الشيخ عبد الخالق الشريف، يضم البحوث التالية:


1- الفجر يشرق من جديد، للدكتور خالد فهمي.


2- العناصر البلاغية المؤسسة للوضوح في رسائل الإمام البنا، للدكتور إبراهيم عبد الفتاح.


3- أسلوبية الإبلاغ في رسائل الإمام البنا للدكتور مصطفى أبي طاحون.


4- أثر اللغة في البناء الفكري للأصول العشرين للدكتور حمدي بخيت.


5- المرأة المسلمة في ضوء الرسائل للدكتورة أم فاطمة إبراهيم أبي داود.


6- الموقف من الثقافة الأجنبية (على سبيل التمهيد) للأستاذ محمد عبد الرحمن.


7- الثقافة الأجنبية في الرسائل للدكتور أحمد الصياد.


8- الإشارات التاريخية في الرسائل للدكتور كامل عبد الفتاح.


9- قراءة في وعي حسن البنا بالتراث من خلال رسائله للدكتور أحمد طه.


خطر الموقع


وفي تقديمه كشف الأستاذ الشريف عن الموقف العلمي لشخصية الإمام الشهيد، وهو ما كشفه عنه من خلال رسالة علمية تقدَّم بها عنه بعنوان (حسن الإمام البنا محتسبًا)، والاحتساب هو اللفظ القديم الذي يمكن تفسيره بالإصلاح والحركة للإسلام في اللغة المعاصرة.






ويلمس الشريف مسوغات المنزلة العلمية التي يتبوأها الأستاذ الإمام حسن البنا فيما يلي:


أ- التوازن الفكري الذي يتجلى في الاعتراف بقيمة الفرد والدولة في فكره.


ب- العمق الفكري الذي تتمتع به كتاباته في يسر وسهولة ووضوح.


ج- اتحاد الزمان، فهو يعيش عصرنا ويتعاطى مع قضايانا.


د- التشريع بين التنظير والتطبيق.


هـ- سلامة المعتقد الذي يصدر عنه فكره.


و- الانطلاق من أرضية علمية أصيلة في العلوم الشرعية (التفسير والحديث والأصول) والعلوم العربية (نحو أو بلاغة أو معجم إلخ) والعلوم الواقعية (من الخبرة بواقع الأمة وتاريخها).






ز- الإيمان والعمل العالمية الفكرة تطبيقًا لمفهوم عالمية الإسلام وعالمية حقائقه.


التأسيس الواعي


وفحْصُ مجموعة الدراسات التي تقدَّم بها أصحابها في هذا الكتاب المدخلُ يكشف عن الغرض منها، والمتمثل في وضع علاماتٍ تُعين على تمثُّل حقائق الرسائل وتعين على إدراك المفاهيم الكبرى التي تضمنتها، وهو ما ظهر في عنوان هذا الكتاب في عبارة (دراسة تأسيسية).






وقد كشفت هذه الدراسات جميعًا عن شيءٍ لا مبالغةَ فيه، وهو أن هذا النص المركزي- أعني مجموعة رسائل الإمام البنا- نصٌّ فارقٌ في تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة، وأنه لم يزل بكرًا لم يُستثمر الاستثمار اللائق به، إنني يمكن أن أقرر من غير شططٍ إنه نصٌّ لم يُكتشف بعد!.






وأنه لم يتوقف أمامه بالقدر الكافي الذي تُمثله أهميته، كما أنه لم يُستثمر الاستثمار الأمثل على طريق حسم كثيرٍ من المشكلات الفكرية التي تواجه العمل الإسلامي في المعاصر من داخله أو من خارجه.






ويلفت الدكتور خالد فهمي في مقدمته التي صنعها باعتبار محرر الكتاب عن حاجة الرسائل إلى الدراسات التأسيسية التالية:


أ- دراسة مصادر الرسائل لتقييم صلة الإمام البنا بالمصادر الإسلامية الأصيلة وللكشف عن مكانه الجديد.






ب- معجم مصطلحات العمل الإسلامي من خلال الرسائل.


ج- تحقيق نص جامع شامل للرسائل وفق الأصول العلمية لعلم تحقيق النصوص.


أما عن البحوث فقد تناولت مناطق متنوعة وإن اعتنت عنايةً ظاهرةً بالكشف عن خصائص الرسائل الأسلوبية والبلاغية واللغوية في المقام الأول باعتبارها نصًّا لغويًّا دعويًّا في المقام الأول.






فكشف خالد فهمي انطلاقًا من فكرة أساسية حاكمة هي النظر إلى الرسائل من زاوية كونها نصًّا أو مسألة هدفها البلاغ عن خصائصها التي تتمتع به على مستوى البناء اللغوي من خلال معجمها وتراكيبها ليقرر بعد اختباراتٍ أن نص الرسائل نصٌّ واضح محدد دقيق في غير خصامٍ من القيم الجمالية.






وهو الخيط الذي التقطه إبراهيم عبد الفتاح ليقيس من خلاله بلاغة الرسائل من خلال المحاور الاستعارية والتشبيهية والتضمينية.






ويكمل مصطفى أبو طاحون الدائرة بما كتبه من دراسةٍ أسلوبيةٍ قامت على رصد الوسائل التعبيرية التي استعملها الإمام البنا وحددت أسلوبية رسائله، وهي:


1- التناجي (تداخل النصوص) في رسائل الإمام البنا.


2- الإنشاء.


3- التكرار (الأفقي التوكيدي/ الرأسي).


4- التوازن.


5- الصورة.


الإشارات التاريخية


وفي ورقته يكشف كامل عبد الفتاح عن توظيف الإشارات التاريخية في الرسائل ليكشف عن وجه مسكوت عنه هو امتداد خلف قراءة هذه الإشارات التاريخية في هذه المجموعة من الرسائل.






ثم تأتي ورقة حمدي بخيت عمران لتبرهن تلازم اللغة والدين وأثر هذا التلازم من ضرورةِ التضلع من علوم اللغة لمفكري الإسلام ودعاتها المعاصرين، وهو ما أخضعه حمدي بخيت للفحص ليكشف من خلاله ملاحظة أثر اللغة إلى أن الإمام البنا وإن كان مجددًا فإنه لم يُبدع من القول بل إن ما قاله متواتر الذكر في أدبيات العلماء الثقات عبر تاريخ العلم عند المسلمين.






وفي ورقتين متكاملتين التفت محمد عبد الرحمن ممهدًا الطريق بين يدي ورقة أحمد الصياد انفتاح البنا على الآخر وثقافته دون انبهارٍ أو اتهام، وهي الرؤية الوسطية الحاكمة للأمة في عصور ازدهارها الحضاري، وهو ما تمثَّل في توظيف البنا لروافد هذه الثقافة الأجنبية في تجلياتها المختلفة تاريخيًّا وأدبيًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا، لقد كشفت هاتان الورقتان عن شيءٍ عجيب في خلفية الرسائل أنها تمثَّلت المنجز الفكري الغربي، واتخذت منه موقفًا نقديًّا حينًا وموقفًا مستفيدًا حينًا آخر؛ مما يعكس تعالي البنا على عصور الانهيار التي تدفع صاحبها بما يُسمَّى في علم الاجتماع بالتوحد أو رفض ثقافة الآخر كنوعٍ من أنواع المقاومة، وحماية الذات.






ولم يغفل الكتاب بيانَ موقف الرسائل من المرأة التي كشفت عن موقفٍ نبيلٍ وعميقٍ وإسلامي حقيقي من قضيتها باعتبارها نفسًا لها الحق في المشاركة في بناء الأمة الإسلامية، وهو الموقف الذي ينبغي تأمله جيدًا في التوقيت الذي صدرت فيه أفكار هذا الرجل في الثلث الأول من القرن الميلادي العشرين!.






إن مجمل أوراق هذا الكتاب (المدخل) يسعى إلى أن يدلل على أن إعادة قراءة الرسائل، وإعادة فحص منجزها الفكري والدعوي والتربوي بات ضرورةً حيويةً للعمل الإسلامي.






وقد كشف هذه الدراسات التأسيسية عن شيءٍ آخر مهم جدًّا إلى القرآن والسنة وهو أن القول بأن الرسائل تعد نسخةً معاصرةً لكيفية الرجوع إلى القرآن والسنة أمرٌ صحيحٌ إلى أبعد غاية.






ومن هذه الزاوية حاول هذا الكتاب (المدخل) أن يُثير الانتباه ويُوجِّه الأنظارَ إلى القيمة الحقيقية الكامنة خلف مجموعة الرسائل التي تُمثِّل فهمًا عصريًّا لطبيعة القرآن الكريم، وفهمًا عصريًّا لطبيعة الدعوة الإسلامية.






رحم الله الإمام البنا، وألهم أبناءه الرشد، وأعانهم على خدمة الإسلام.
تابع القراءة ....

الرد علي مسلسل الجماعة 7 (( حازم شومان ))



حازم شومان - افتحلي قلبك - الرد على مسلسل الجماعة









تابع القراءة ....

مسلسل الجماعة والردود عليها 6 (( ماذا لو غاب الإخوان؟ ))



من الفوائد التى قدمها وحيد حامد بمسلسله الجماعة وهو لا يدرى تلك الحالة من الحديث عن الإخوان والبحث عن مذكرات الإمام حسن البنا هذه مقالة الجميل فيها أنها تأتى من صحفى لا ينتمى للإخوان وهو الأستاذ قطب العربى والمقالة نشرت أيضا بموقع اليوم السابع البعيد كل البعد عن أى اتهام حتى بالقرب من الإخوان وإليكم المقالة :



في ليلةٍ رمضانية وبعد مشاهدتي لأكثر من عشر حلقات من مسلسل الجماعة، جلستُ أفكر هل وجود الإخوان أمر مهم لمصر والعالم الإسلامي؟ وهل هذا الوجود ضرورة فعلية للدعوة الإسلامية؟ ألا يمكن أن يقوم بدورهم الأزهر والجمعيات والجماعات الدينية الأخرى؟ هل أضافوا شيئًا لتدين الشعب المصري؟ وهل إذا غابوا أو اختفوا عن الساحة يتعرض الإسلام لمصيبة كبرى؟ وماذا قدموا للأمة الإسلامية ولقضاياها الكبرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية مثل قضية فلسطين والفقر والجهل والمرض؟ وهل كسبت مصر شيئًا بجماعتهم أم أنها خسرت كثيرًا؟ وهل تركوا أية بصمات إيجابية على المجتمع المصري الذي نشأوا وترعرعوا فيه أم تركوا بصمات سلبية؟ هل تحسنت أخلاقيات الشعب بسبب دعوتهم أم ازدادت سوءًا؟ هل كان من الأفضل أن يقتصروا على الدعوة وتربية المجتمع تربية إسلامية؟ أم الأفضل أن ينخرطوا أيضًا في العمل السياسي؟ هل يشعر الناس فعلاً بدور الإخوان المسلمين سواء الدعوي أو الخدمي أو السياسي؟ أم أن الفائدة تقتصر على أفراد الجماعة فقط؟


أسئلة كثيرة بعضها ربما مكرر وبعضها متداخل مع البعض الآخر، وبعضها يفتح الباب لتساؤلات أخرى، لكن التعرض لها جميعها أو غالبيتها سيعطي فكرة أوضح عن هذه الجماعة التي أصبحت مادة إلزامية على كل وسائل الإعلام سواء المحبة أو الكارهة لهم، فكل مَن يريد انتشارًا واسعًا وتوزيعًا كثيفًا لا بد أن يتعرض للإخوان إن بالخير أو بالشر، ومعظم الحكومات العربية والإسلامية تتوجس منهم خيفةً وتنكل بهم وتفتح خزائنها لمن يهاجمهم.


حين أسس حسن البنا جماعة الإخوان في الإسماعيلية في العام 1928م كان ذلك بعد سقوط دولة الخلافة الإسلامية في تركيا على يد الكماليين، وكانت مصر ترزح تحت الاستعمار البريطاني الذي نجح في إحلال الكثير من عادات وقيم وأخلاقيات المجتمعات الغربية في المجتمع المصري، كانت دور البغاء مصرحًا بها بشكلٍ رسمي ولها مقار معروفة يتردد عليها من يريد تحت حماية الدولة وكانت محال بيع الخمور والحانات تنتشر في كل مكان بشكل علني وقانوني، وكانت المساجد تشكو الهجر ولا يؤمها إلا الطاعنون في السن، وكانت المحاكم الحديثة لا تحتكم للشريعة الإسلامية بل لقوانين المستعمر، كان الجهل والأمية هما سمة غالبية المصريين الذين كان مستحيلاً على غالبيتهم الذهاب للمدارس والجامعات،


كانت الأمراض توقع مئات الموتى والمصابين سنويًّا بل شهريًّا دون أن يتمكن المواطنون من الذهاب إلى مستشفى أو عيادة طبيب، وفي الشأن السياسي كانت قيادة الدولة المصرية ممثلة في الملك وغالبية الأحزاب تأتمر بأوامر الإنجليز المستعمرين، وتتناحر فيما بينها على الفتات دون أدنى اهتمام بهموم ومصالح الشعب، وكانت فلسطين تتعرض لحرب عصابات للسيطرة عليها تطبيقًا لوعد بلفور المشئوم، في ظل هذه الأجواء نشأت جماعة الإخوان بهدف إعادة إحياء القيم والسلوكيات والقوانين والوحدة الإسلامية التي دمرها المستعمر وأعوانه من المستغربين، ومن وصفوا أنفسهم بالعلمانيين والليبراليين الذين سيطروا على وسائل الإعلام والتثقيف وسخروها للترويج لقيم المستعمر وسلوكياته بدعوى أن ذلك هو السبيل الصحيح للتقدم والرقي.


حين نشأت جماعة الإخوان لم تكن هي الوحيدة التي تتحدث باسم الإسلام فقد كان هناك الأزهر الشريف، وإلى جانبه كانت هناك جمعيات دينية مثل الجمعية الخيرية الإسلامية التي تأسست بعد 10 سنوات من دخول الاحتلال الإنجليزي أي سنة 1892م على يد الشيخ محمد عبده وسعد زغلول وطلعت حرب، والجمعية الشرعية التي أسسها الشيخ محمود خطاب السبكي في العام 1912م، وكانت هناك جمعيتان كبيرتان تأسستا قبل عام أو عامين من تأسيس الإخوان هما جماعة أنصار السنة المحمدية التي أسسها العالم الأزهري محمد حامد الفقي في العام 1926م وجمعية الشبان المسلمين التي تأسست عام 1927م، وإلى جانب هذه الجمعيات كانت هناك الطرق الصوفية المختلفة، أي أن الساحة الدينية كانت مليئة بالجمعيات والمؤسسات الدعوية، لكن الحقيقة أن هذا الحشد الديني لم يكن كافيًا لمواجهة ما زرعه الاستعمار في مصر، وما حل بالأمة الإسلامية من نكبات بعد سقوط الخلافة، فالأزهر الشريف هو مؤسسة علمية في المقام الأول، رغم أنه قام بأدوار مقدرة على الصعيد السياسي والاجتماعي.


والجمعيات الدينية الإسلامية تخصصت كل واحدة منها في فرع من الفروع وركزت نشاطها فيه، ولم يكن مسموحًا لها بحكم القانون العمل بالسياسة والشأن العام، والطرق الصوفية شارك أغلبها في تسطيح وعي الشعب ونشر البدع والخرافات بينه، وصرفه عن مقاومة الاستعمار.


من هنا جاءت جماعة الإخوان بدعوة شاملة لكل مناحي الإسلام من دعوة وتربية وتعليم ورياضة وسياسة واقتصاد وقانون في محاولةٍ لإصلاح الخلل الذي لحق بهذه النواحي جميعًا على أسس إسلامية.


بدأت الجماعة عملها كما هو معروف في الإسماعيلية التي كانت في حينها مقرًّا لقوات الاحتلال الإنجليزي ولشركة قناة السويس الإنجليزية الفرنسية، وكانت الإسماعيلية هي الأكثر تأثرًا بالقيم الأوروبية التي جلبها المستعمر والمخالفة في كثيرٍ منها للدين الإسلامي، وكان على دعوة الإخوان أن تدخل معركةً مبكرةً مع هذه القيم الوافدة الغريبة عن المجتمع المصري ونجحت الجماعة في ذلك حين قلصت أو أنهت بيوت البغاء وعمرت المساجد، وحاربت عربدة الجنود الإنجليز المخمورين، وأسست مدارس لمنح جرعة أكبر من التربية الإسلامية، ثم انتقل مقر الجماعة الرئيسي إلى القاهرة لاحقًا، ليشرف على مئات بل آلاف الشعب (لجان لإخوان) المنتشرة في قرى ومدن مصر من أقصى الصعيد وحتى شمال الدلتا ومن مدن القناة وحتى الحدود الغربية، وزاد عدد أتباعها إلى الحد الذي دفع كاتبًا بحجم إحسان عبد القدوس لكتابة مقال بعنوان "الرجل الذي يتبعه نصف مليون"، وكان حديث الثلاثاء في مقر المركز العام في الحلمية (مقر قسم شرطة الدرب الأحمر حاليًّا) يجتذب آلاف المصريين في مشهد يمتد حتى باب الخلق- حسبما وصفته مؤخرًا إحدى ساكنات ذلك الحي في ذلك الوقت الكاتبة الكبيرة نعم الباز.


من الواضح أن الجماعات والجمعيات الدينية التي كانت قائمةً في مصر في ذلك الوقت لم تكن كافيةً لمواجهة الغزو الثقافي والاجتماعي الغربي، ولم تكن قادرةً على مواجهة موجة التحلل القيمي في المجتمع، أو مواجهة حال التفكك في الأمة الإسلامية، والتهديدات المتتابعة للدين الإسلامي والعقيدة الإسلامية؛ وذلك بسبب اقتصار تلك الجماعات والجمعيات على جزئيات بعينها أو نشأتها في أحضان النخبة، وكبار الباشاوات والإقطاعيين الذين كانت مصالحهم تحول دون القيام بأدوار كبرى ومؤثرة، ومتعارضة بشكلٍ سافر مع الاستعمار وأعوانه، ومن هنا جاء المنهج الجديد للإخوان بشموليته التي تجمع بين الدين والدنيا، والعقيدة والشريعة، والمصحف والسيف (في إشارةٍ إلى التقوى والجهاد)، وهو أمر لم يكن معهودًا من قبل إلا في كتابات بعض رموز الإصلاح مثل محمد عبده، ورشيد رضا، والأفغاني،


لكن مشكلة هؤلاء الرواد أنهم كانوا أفرادًا، وكان لهم مريدون، لكنهم لم يتحولوا إلى عمل جماعي منظم يحمل هذه الأفكار، ويمشي بها بين الناس، ويدعو إلى تطبيقها، ويضع الخطط والموارد اللازمة للتطبيق، وهو ما يذكرنا بالفقيه المصري العظيم الليث بن سعد الذي قال عنه الإمام الشافعي: "الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به"، وفي رواية: "إلا أنه ضيعه أصحابه"، في إشارةٍ إلى عدم قيام هؤلاء الأتباع بحمل مبادئ وتفاصيل المذهب ونشرها بين الناس، والعكوف على شرحها وتطويرها وكتابة المؤلفات في ذلك، كما فعل بقية تلاميذ الأئمة الآخرين الشافعي ومالك وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل، وربما تنبه حسن البنا إلى هذه التجربة فأراد أن يتجنب تلك الأخطاء، فكان أن حمل أفكار محمد عبده والأفغاني ورشيد رضا وطورها، وكوَّن لها جماعةً تسعى بها وتنشرها، وربما لولا ذلك ما كُتب لتلك الأفكار أن تظل خالدةً أو أن تصل إلينا.


لقد نقل الإخوان بالفعل العمل الإسلامي الحديث من خانة الجزئيات إلى خانة الشمول، ومن فقه الوضوء والحيض والنفاس إلى فقه الجهاد ومحاربة المنكرات، والتعامل مع قضايا العصر، وقدموا منهجًا جديدًا في الدعوة والإصلاح، انتقل إلى الجماهير في مواقع جديدة غير المساجد، وقدَّم نماذج جديدة للدعاة من غير رجال الأزهر، كما قدَّم نموذجًا جديدًا لأفراد يذهبون إلى أعمالهم ووظائفهم في الصباح، ثم تجدهم في ملاعب الرياضة، ومنها ينتقلون إلى المساجد، ولا يمنعهم ذلك من القيام بواجباتهم الاجتماعية الأخرى في المجتمع المحيط بهم، وساهم بذلك بجهد كبير في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمجتمع المصري التي تعرَّضت لطعنات قوية على يد الاستعمار وأعوانه، وتمكنت دعوة الإسلام من إعادة الاعتبار لحجاب المرة المسلمة بعد أن كان يُنظر إليه باعتباره مظهرًا من مظاهر التخلف الحضاري ورمزًا للريفيات فقط، وبلغ النجاح ذروته باعتبار الحجاب في الوقت الحالي الزي الشعبي لغالبية المصريات.


كما خرَّجت مدارس الإخوان آلاف الطلاب الأكثر التزامًا بقيم وسلوكيات دينهم، ونَشَرَ طلاب الإخوان الأخلاق الإسلامية في الجامعة بعد أن كان يُنظر إلى المتدينين نظرة سلبية بوصفهم "أريافجية" وبعد أن كان الباحث عن مجرد فتاة محتشمة كالباحث عن إبرة في كوم قش، كما كان لمدارس الإخوان ومساجدهم وأفرادهم دور كبير في محاربة الأمية، ونجحت مستشفياتهم ومراكزهم الطبية في تقديم العلاج الاقتصادي لآلاف بل لملايين المصريين من خلال حوالي 25 فرعًا للجمعية الطبية الإسلامية، ناهيك عن عشرات بل مئات المستوصفات الملحقة بالمساجد، ورغم أن الإخوان لم يتعاملوا بعنف مع حانات الخمور التي انتشرت في بر مصر في الثلاثينيات والأربعينيات كما فعلت حركة مصر الفتاة إلا أنهم أسهموا بقدر كبير في دفع هذه الحانات لإغلاق أبوابها بعد أن هجرها روادها المتأثرون بالدعوة الإسلامية، وكان للإخوان دورٌ كبير في مواجهة حملات التبشير التي كانت جزءًا من الاستعمار، ونبهت الشعب لخطورة هذه الحملات، ولاحقت المبشرين أينما ذهبوا في قرى مصر ومدنها.


ووقف الإخوان ضد مظالم الملك وسفاهاته حتى دفع مؤسس الجماعة حياته ثمنًا لهذه المواقف حين رتَّب الملك عملية اغتياله في شارع رمسيس، كما حاربوا مظالم الإقطاع وحرصوا على تجنيب دعوتهم لهيمنة الكبراء، وظلوا حريصين على التواجد بين صفوف الفقراء والبسطاء، ولعلَّ نظرةً واحدةً على بداية تأسيس جماعتهم تؤكد هذا المعنى، إذ كان المؤسسون الأوائل مع البنا هم من فئة العمال والحرفيين.


وأعطى الإخوان قضية فلسطين اهتمامًا خاصًّا في وقت برر فيه رئيس وزراء مصر تخاذله عن تلك القضية بأنه رئيس وزراء مصر وليس رئيس وزراء فلسطين!!، وجاب مندوبو الجماعة أرجاء القطر المصري يجمعون التبرعات لمجاهدي فلسطين، بل وتطوع عددٌ كبير منهم للقتال في فلسطين، وقاموا بعمليات بطولية، وهو ما أكده لي شخصيًّا العديد من القادة القدامى الذين شاركوا في حرب فلسطين، وكان منهم الفريق فؤاد عزيز غالي، واللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني الميداني إبان حرب أكتوبر، بل إنهم قدَّموا أعظم عطاء للقضية الفلسطينية من خلال فرعهم في فلسطين، وهي حركة حماس التي قادت المقاومة ضد الاحتلال حتى يومنا هذا إلى جانب شقيقاتها في حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى.


وحين عاد الإخوان للحياة العامة بعد تغييبهم في السجون لسنوات طويلة في الحقبة الناصرية، وكانت مصر قد تعرضت مرة أخرى لهجمة إباحية تغريبية أخرى جاءت هذه المرة من قبل المعسكر الشيوعي وأنصاره في الداخل عاد الإخوان مرة أخرى لممارسة دعوتهم حفاظًا على الهوية الإسلامية للمجتمع، ورعت قيادتهم براعم الصحوة الإسلامية في الجامعات منذ منتصف السبعينيات، حتى عاد الوجه الحضاري الإسلامي لمصر رغم أنف التغريبيين، وحين تخرج هؤلاء الطلاب الجامعيون حملوا الدعوة إلى مدنهم وقراهم ودخلوا بها إلى ساحات العمل العام مثل النقابات والنوادي، كما امتدت أيادي البذل والعطاء إلى الكثير من الفقراء والمحتاجين عبر العديد من أعمال البر، ووصلت أصداء دعوة الإصلاح إلى أماكن لم تصلها من قبل، ولعل أبرزها مجلسي الشعب والشورى والمحليات والنوادي والنقابات.


نعود إلى عنواننا الرئيسي ماذا لو غاب الإخوان؟ وهل ستخسر مصر والأمة الإسلامية بغيابهم؟ عليك أن تتخيل بعد كل هذه الجهود في إصلاح المجتمع ونشر القيم الإسلامية فيه ومواجهة حملات التغريب والتخريب المنظمة كيف سيكون الحال لو اختفى الإخوان تحت أي ظرف من الظروف؟ لن نبالغ أبدًا وندعي أن الإسلام سيموت، فقد كان الإسلام قائمًا قبل دعوة الإخوان، وسيظل قائمًا بهم أو بغيرهم، ولكن هل تستطيع أيٌّ من الجمعيات والجماعات الإسلامية القائمة مواجهة مخططات التغريب والتخريب للهوية والقيم ولوحدة الوطن والأمة كما يفعل الإخوان؟ ومن يستطيع مواجهة ظلم وتعسف النظام، وانتهاكه للقيم والقانون- حتى وإن لم يمنعوه تمامًا من ذلك الظلم- كما يفعل الإخوان؟ ومن الذي يمثل رعبًا دائمًا للفاسدين والمستبدين والتغريبيين أكثر من الإخوان؟ إذن هي تساؤلات تجيب على تساؤلات والمجال مفتوح لمزيد من الاجتهادات.
تابع القراءة ....

مسلسل الجماعة والردود عليها 5 (( تأسيس جماعة الإخوان المسلمين والرواية الحقيقية لسفر الإمام البنا إلى الحجاز ))


نواصل عرض بعض الروايات التى جاءت فى مسلسل الجماعة عن الإمام حسن البنا رحمه الله وذالك من كتاب مذكرات الدعوة والداعية لأن روايات وحيد حامد إما أنها مبتورة لغرض ما أو ملفقة حتى الروايات الصحيحة جاءت فى المسلسل مفسرة بتفسيرات لا يحتملها الموقف اليوم مع الرواية الحقيقية لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين :



بعد استعراض لبعض الأحداث التى مرت بالشيخ حسن البنا فى الإسماعيلية و جهوده الدعوية فى المقاهى والمساجد قال الشيخ البنا :


وفي ذي القعدة سنة 347 1 هـ، مارس سنة 28 9 1 م – فيما أذكر – زارني بالمنزل أولئك الإخوة الستة: حافظ عبد الحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، إسماعيل عز، زكي المغربي، وهم من الذين تأثروا بالدروس والمحاضرات التي كنت ألقيها، وجلسوا يتحدثون إلي وفي صوتهم قوة، وفي عيونهم بريق، وعلى وجوههم سنا الإيمان والعزم، قالوا: “ لقد سمعنا ووعينا، وتأثرنا ولا ندري ما الطريق العملية إلى عزة الإسلام وخير المسلمين، ولقد سئمنا هذه الحياة: حياة الذلة والقيود، وها أنت ترى أن العرب والمسلمين في هذا البلد لا حظ لهم من منزلة أو كرامة وأنهم لا يعدون مرتبة الأجراء التابعين لهؤلاء الأجانب ونحن لا نملك إلا هذه الدماء تجري حارة بالعزة في عروقنا،


وهذه الأرواح تسري مشرقة بالإيمان والكرامة مع أنفسنا، وهذه الدراهم القليلة، من قوت أبنائنا، ولا نستطيع أن ندرك الطريق إلى العمل كما تدرك، أو نتعرف السبيل إلى خدمة الوطن والدين والأمة كما تعرف، وكل الذي نريده الآن أن نقدم لك ما نملك لنبرأ من التبعة بين يدي الله، وتكون أنت المسئول بين يديه عنا وعما يجب أن نعمل، وإن جماعة تعاهد الله مخلصة على أن تحيا لدينه، وتموت في سبيله، لا تبتغي بذلك إلا وجهه، لجديرة أن تنتصر، وإن قل عددها وضعفت عددها”.


كان لهذا القول المخلص أثره البالغ في نفسي، ولم أستطع أن أتنصل من حمل ما حملت، وهو ما أدعو إليه وما أعمل له، وما أحاول جمع الناس عليه، فقلت لهم في تأثر عميق: “ شكر الله لكم وبارك هذه النية الصالحة، ووفقنا إلى عمل صالح، يرضي الله وينفع الناس، وعلينا العمل وعلى الله النجاح فلنبايع الله على أن نكون لدعوة الإسلام جندا، وفيها حياة الوطن وعزة الامة !.


وكانت بيعة وكان قسما أن نحيا إخوانا نعمل للإسلام ونجاهد في سبيله.


وقال قائلهم: بم نسمي أنفسنا؟ وهل نكون جمعية أو ناديا، أو طريقة أو نقابة حتى نأخذ الشكل الرسمي؟ فقلت: لا هذا، ولا ذاك،دعونا من الشكليات،ومن الرسميات، وليكن أول اجتماعنا وأساسه: الفكرة والمعنويات والعمليات نحن إخوة في خدمة الإسلام، فنحن إذن” الإخوان المسلمون.”. وجاءت بغتة وذهبت مثلاً وولدت أول تشكيلة للإخوان المسلمين من هؤلاء الستة: حول هذه الفكرة، على هذه الصورة وبهذه التسمية.


صور وحيد حامد فى مسلسل الجماعة هؤلاء النفر الستة الذين كانوا نواة جماعة الإخوان المسلمين بالسذج وكلهم حرفيين وبالرغم من أن عمل هؤلاء الستة لم أعثر عليه سواء فى مذكرات الدعوة والداعية أو غيره من الكتب الموثقة إلا أن هذا العمل الحرفى لا يعيب أصحابه فى شىء وسبحان الله تذكرت قول الله عز وجل فى سورة هود فى قصة سيدنا نوح : ولا أقول للذين تزدرى أعينكم لن يؤتيكم الله خيرا !!


ثم تشاورنا في مكان الاجتماع وما نعمل فيه، واتفقنا أخيرا على أن نستأجر حجرة متواضعة في شارع فاروق في مكتب الشيخ علي الشريف بمبلغ 60 قرشا في الشهر نضع فيها أدواتنا الخاصة ونجتمع فيها اجتماعاتنا الخاصة، على أن يكون لنا حق الانتفاع بأدوات المكتب بعد انصراف التلاميذ ابتداء من العصر إلى الليل ويسمه هذا المكان”مدرسة التهذيب” للإخوان المسلمين، ويكون منهاجه دراسة إسلامية قوامها تصحيح تلاوة القرآن بحيث يتلوه الأخ المنتسب إلى هذه المدرسة. وبالتالي إلى الدعوة وفق أحكام التجويد ثم محاولة حفظ آيات وسور ثم شرح هذه الآيات والسور وتفسيرها تفسيراً مناسبا


ثم حفظ بعض الأحاديث وشرحها كذلك. وتصحيح العقائد والعبادات وتعرف أسرار التشريع وآداب الإسلام العامة. ودراسة التاريخ الإسلامي وسيرة السلف الصالح والسيرة النبوية. بصورة مبسطة تهدف إلى النواحي العملية والروحية. وتدريب القادرين على الخطابة والدعوة تدريبا علميا بحفظ ما يستطاع من النظم والنثر، ومادة الدعوة وعمليا بتكليفهم التدريس والمحاضرة في هذا المحيط أولا. ثم في أوسع منه بعد ذلك. وحول هذا المنهاج تربت المجموعة الأولى من الإخوان المسلمين الذين بلغوا في نهاية العام المدرسي” 27 9 1 – 28 9 1” سبعين أو أكثر قليلاً. ولم يكن هذا المنهاج التعليمي هو كل شيء.


فقد كانت معاني التربية العملية التي تتفاعل في أنفسهم بالمخالطة والتصرفات الواقعية والود والمحبة فيما بينهم، والتعاون الكامل في شئون حياتهم، وتهيؤ نفوسهم لما في ذلك من خير أقوى العوامل في تكوين هذه الجماعة.


كان هؤلاء الإخوة مثلا رائعا ونماذج طيبة من التمسك بأحكام الإسلام الحنيف في كل تصرفاتهم، والتأثر بأخلاقه ومشاعره فيما يصدر عنهم من قول أو عمل، سواء أكان ذلك مع أنفسهم أو مع غيرهم من الناس.


ويمكن أن تتابع نماذج عملية من هؤلاء الإخوة ومواقف رواها الإمام البنا هنا


أما قصة إنتداب الإمام البنا للتدريس فى الحجاز والتى أستغلها وحيد حامد بالإشارة الخبيثة بالتمويل السعودى السلفى لجماعة الإخوان فهذه هى الرواية :


لم تنقطع صلتي بجمعية الشبان المسلمين طوال هذه الفترات فكنت أبعث إليها بكثير من التقارير والملاحظات، وكان القائمون عليها يشعرون تمام الشعور بهذه الصلة الروحية التي تربطنا رغم البعد عن القاهرة ومن ذلك أن فضيلة الشيخ حافظ وهبة مستشار جلالة الملك ابن آل سعود حضر إلى القاهرة رجاء انتداب بعض المدرسين من وزارة المعارف إلى الحجاز ليقوموا بالتدريس في معاهدها الناشئة، وكانت الحكومة المصرية لم تعترف بعد بالحكومة السعودية تنفيذا للسياسة الإنجليزية التي تفرق دائماً بين الأخوين، على حين كان الشعب المصري بأسره يستنكر هذا الوضع الشاذ،


وكانت الطبقة المثقفة ترى في نهضة الحجاز الجديدة أملاً من آمالها وأمنية من أمانيها، فاتصل الشيخ حافظ وهبة بجمعية الشبان المسلمين لتساعده في اختيار المدرسين، فاتصل بي السيد محب الدين الخطيب وحدثني في هذا الشأن فوافقت مبدئيا


ثم يقول الشيخ حسن البنا :


وفي الموعد التقينا وكان أهم شرط وضعته أمام فضيلة الشيخ حافظ ألا أعتبر موظفا يتلقى مجرد تعليمات لتنفيذها، بل صاحب فكرة يعمل على أن تجد مجالها الصالح في دولة ناشئة هي أمل من آمال الإسلام والمسلمين، شعارها العمل بكتاب الله وسنة رسوله وتحري سيرة السلف الصالح وأما ما عدا ذلك من حيث المرتبات والامتيازات المادية وما إليها فلم أجعله موضع حديث فيما بيننا،


أنظروا بالله عليكم للنية الصادقة فى السفر للحجاز وعدم التفات الإمام البنا للأموال والرواتب سبحان الله كيف تحكمون


ثم يقول الشيخ البنا : وقد أظهر سروره لهذه الروح ووعدني أنه سيقابل وزير الخارجية ويتفاهم معه في هذا الشأن ويفيدني وعدت إلى الإسماعيلية فكتب إلي فضيلته بتاريخ 12 نوفمبر سنة 1928 هذا الخطاب: “ عززي الأستاذ حسن البنا: تحية واحتراما وبعد: فقد قابلت اليوم صاحب المعالي وزير الخارجية وتكلمت معه فيما يتعلق بمسألتكم فأخبرني بأنه يرى من المستحسن مقابلتكم معه كي يسلمكم خطابا لوزير المعارف الذي هو على أتم استعداد لمساعدتكم ومساعدة كل من يريد السفر من الموظفين. وتقبلوا فائق احترامي”..


وحضرت من الإسماعيلية وقابلت مع فضيلته وزير الخارجية الذي اتصل بوزير المعارف وأظنه كان حينذاك أحمد باشا لطفي فلم يجده وعدت إلى الإسماعيلية وواصل الشيخ حافظ مساعيه ولكنه لم ينجح إذ وقفت أمامه عقبة عدم الاعتراف بحكومة الحجاز. وكتبت إليه أستوضحه ما وصل إليه فكتب إلى بعد الديباجة” السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فإني أهدي إليك أعظم احتراماتي: لقد تناولت بيد السرور كتابكم الكريم وإني لآسف أشد الأسف على إجابة وزارة المعارف بالرفض بعد تأكيد معالي وزير الخارجية ووزير المعارف لعبد الحميد بك سعيد، وإنني سأواصل المسعى وأسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه رضاه، إني أشكرك من صميم قلبي على شريف إحساسك ونبيل عواطفك نحوي، هذا وتقبل فائق احترامي”.


وطبعاً لم تسفر هذه المساعي عن شيء وظللت بالإسماعيلية، وانتدب لهذه المهمة الزميل الفاضل الأستاذ إبراهيم الشورى فقام بها خير قيام ولعل في هذا الاستعراض الطريف ما يدلنا على مبلغ ما كنا فيه وما صرنا إليه إذ أصبحت الحكومة المصرية تبعث بمندوبيها في كل بلد من بلدان العالم العربي والإسلامي، وبلغ التعاون الثقافي هذا الحد المطمئن والحمد لله.


لم أرى إفسادا لهذا العمل النبيل والهادف لخدمة دين الله عز وجل كما فعل وحيد حامد فى مسلسله الجماعة


أواصل عرض صفحات من مذكرات الإمام البنا تدوينة قادمة إن شاء الله


الصورة الملحقة صور للمكتب الخاص للإمام البنا وتأمل تواضع المكتب هذا هو من صوره وحيد حامد بالرغبة فى جمع الأموال و الإستفادة من أموال الحجازيين
تابع القراءة ....

مسلسل الجماعة والردود عليها 4 (( موضوع إنشاء كتبه الإمام البنا وهو طالب ))



أبلغ رد على الصورة الهزلية التى صورها وحيد حامد للإمام البنا فى مسلسله الهزلى الجماعة موضوع تعبير أو إنشاء كتبه الشيخ حسن البنا وهو طالب وأنقل هذا الجزء من مذكرات الدعوة والداعية :



كان أستاذنا الشيخ أحمد يوسف نجاتي -جزاه الله خيراً- مغرماً بالموضوعات الدسمة بالإنشاء، وله معنا نكات وتعليقات ظريفة طريفة في هذه المعاني. ومن كلماته المأثورة، حين كان يمل تصحيح هذه المطولات، أن يقول، والكراسات على يده ينوء بحملها كما ناء طول ليله بتصحيحها: “ خذوا يا مشايخ! وزعوا ما تزعمونه إنشاء. عليكم بالقصد يا قوم فالبلاغة الإيجاز. والله إني لا أشبر الإنشاء ولا أذرعه” ونضحك ونوزع الكراسات.


ومن الموضوعات التي أتحفنا بها بمناسبة آخر العام الدراسي، وكان بالنسبة لي ولفرقتي، العام النهائي سنة 1927 الميلادية، هذا الموضوع: “ اشرح أعظم آمالك بعد إتمام دراستك، وبين الوسائل التي تعدها لتحقيقها”.


وقد أجبت عنه بهذا الموضوع:


“ أعتقد أن خير النفوس تلك النفس الطيبة- التي ترى سعادتها في إسعاد الناس وإرشادهم، وتستمد سرورها من إدخال السرور عليهم، وذود المكروه عنهم، وتعد التضحية في سبيل الإصلاح العام ربحاً وغنيمة، والجهاد في الحق والهداية – على توعر طريقهما، وما فيه من مصاعب – ومتاعب – راحة ولذة، وتنفذ إلى أعماق القلوب فتشعر بأدوائها، وتتغلغل في مظاهر المجتمع، فتتعرف ما يعكر على الناس صفاء عيشهم ومسرة حياتهم، وما يزيد في هذا الصفاء، ويضاعف تلك المسرة، لا يحدوها إلى ذلك إلا شعور بالرحمة لبني الإنسان، وعطف عليهم، ورغبة شريفة في خيرهم، فتحاول أن تبرئ هذه القلوب المريضة، وتشرح تلك الصدور الحرجة وتسر النفوس المنقبضة لا تحسب ساعة أسعد من تلك التي تنقذ فيها مخلوقاً من هوة الشقاء الأبدي أو المادي، وترشده إلى طريق الاستقامة والسعادة !.


وأعتقد أن العمل الذي لا يعدو نفعه صاحبه، ولا تتجاوز فائدته عامله، قاصر ضئيل، وخير الأعمال وأجلها ذلك الذي يتمتع بنتائجه العامل وغيره، من أسرته وأمته وبني جنسه، وبقدر شمول هذا النفع يكون جلاله وخطره، وعلى هذه العقيدة سلكت سبيل المعلمين، لأني أراهم نوراً ساطعاً يستنير به الجمع الكثير ويجري في هذا الجم الغفير، وإن كان كنور الشمعة التي تضيء للناس باحتراقها”


“وأعتقد أن أجل غاية يجب أن يرمي الإنسان إليها، وأعظم ربح يربحه أن يحوز رضا الله عنه، فيدخله حظيرة قدسه، ويخلع عليه جلابيب أنسه، ويزحزحه عن جحيم عذابه، وعذاب غضبه. والذي يقصد إلى هذه الغاية يعترضه مفرق طريقين، لكل خواصه ومميزاته، يسلك أيهما شاء:


أولهما: طريق التصوف الصادق، الذي يتلخص في الإخلاص والعمل، وصرف القلب عن الاشتغال بالخلق خيرهم وشرهم. وهو أقرب وأسلم.


والثاني: طريق التعليم والإرشاد، الذي يجامع الأول في الإخلاص والعمل، ويفارقه في الاختلاط بالناس، ودرس أحوالهم، وغشيان مجامعهم ووصف العلاج الناجع لعللهم. وهذه أشرف عند الله وأعظم، ندب إليه القرآن العظيم، ونادى بفضله الرسول الكريم. وقد رجح الثاني – بعد أن نهجت الأول – لتعدد نفعه، وعظيم فضله، ولأنه أوجب الطريقين على المتعلم، وأجملهما بمن فقه شيئاً”لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون”.


“وأعتقد أن قومي – بحكم الأدوار السياسية التي اجتازوها، والمؤثرات الاجتماعية التي مرت بهم وبتأثير المدنية الغربية، والشبه الأوروبية، والفلسفة المادية، والتقليد الإفرنجي – بعدوا عن مقاصد دينهم، ومرامي كتابهم، ونسوا مجد آبائهم، وآثار أسلافهم، والتبس عليهم هذا الدين الصحيح بما نسب إليه ظلماً وجهلاً، وسترت عنهم حقيقته الناصعة البيضاء، وتعاليمه الحقيقية السمحة، بحجب من الأوهام يحسر دونها البصر، وتقف أمامها الفكر، فوقع العوام في ظلمة الجهالة، وتاه الشبان والمتعلمون في بيداء حيرة وشك، أورثا العقيدة فساداً، وبدلا الإيمان إلحاداً… !”.


“وأعتقد كذلك أن النفس الإنسانية محبة بطبعها، وأنه لا بد من جهة تصرف إليها عاطفة حبها، فلم أر أحدا أولى بعاطفة حبي من صديق امتزجت روحه بروحي فأوليته محبتي، وآثرته بصداقتي”


“كل ذلك أعتقده عقيدة تأصلت في نفسي جذوتها، وطالت فروعها، واخضرت أوراقها، وما بقي إلا أن تثمر، فكان أعظم آمالي بعد إتمام حياتي الدراسية أملان:


“خاص”: وهو إسعاد أسرتي وقرابتي، والوفاء لذلك الصديق المحبوب ما استطعت لذلك سبيلاً، وإلى أكبر حد تسمح به حالتي، ويقدرني الله عليه.


“وعام”: وهو أن أكون مرشداً معلماً، إذا قضيت في تعليم الأبناء سحابة النهار، ومعظم العام قضيت ليلي في تعليم الآباء هدف دينهم، ومنابع سعادتهم، ومسرات حياتهم، تارة بالخطابة والمحاورة، وأخرى بالتأليف والكتابة، وثالثة بالتجول والسياحة.


وقد أعددت لتحقيق الأول معرفة بالجميل، وتقديراً للإحسان و” هل جزاء الإحسان إلا الإحسان” ولتحقيق الثاني من الوسائل الخلقية: “ الثبات والتضحية” وهما ألزم للمصلح من ظله، وسر نجاحه كله، وما تخلق بهما مصلح فأخفق إخفاقاً يزري به أو يشينه، ومن الوسائل العملية: درساً طويلاً، سأحاول أن تشهد لي به الأوراق الرسمية، وتعرفاً بالذين يعتنقون هذا المبدأ، ويعطفون على أهله، وجسماً تعود الخشونة على ضآلته، وألف المشقة على نحافته، ونفساً بعتها لله صفقة رابحة، وتجارة بمشيئته منجية، راجياً منه قبولها، سائله إتمامها، ولكليهما عرفاناً بالواجب وعونا من الله سبحانه، أقرؤه في قوله: “ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.


“ذلك عهد بيني وبين ربي، أسجله على نفسي، وأشهد عليه أستاذي، في وحدة لا يؤثر فيها إلا الضمير، وليل لا يطلع عليه إلا اللطيف الخبير” ومن أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرأ عظيما”.


ولقد أعمل الأستاذ أحمد يوسف قلمه في هذا الموضوع ببعض الإصلاحات، وأذكر أنه أعطاني فيه درجة لا بأس بها وهي سبع ونصف من عشرة.


والصديق الذي أشرت إليه في هذا الموضوع هو الأستاذ أحمد السكري الذي كان يبادلني هذا الشعور إلى درجة أنه صفي دكانه وتجارته، والتحق بالوظائف الحكومية بمجلس مديرية البحيرة حتى يتيسر لي أن أكون بالمجلس فنجتمع على أية حال، وقد حقق الله هذه الآمال بعد حين، فوظفت بوزارة المعارف وانتقل هو إليها، وجمعتنا القاهرة بعد طول انتظار.


هل رأيتم وضوح ونبل للغاية ووضوح للهدف ووسائل تحقيق هذه الأهداف كما سجله الإمام البنا رحمه الله وهو ما زال طالب فى كلية دار العلوم


التدوينة القادمة سنتعرض لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين والتى أيضا شوهها وحيد حامد


إلى لقاء إن شاء الله


الصورة الملحقة بالموضوع صورة نادرة للإمام حسن البنا فى صلاه العشاء آخر صلاه للإمام البنا لحظات قبل اغتياله
تابع القراءة ....

مسلسل الجماعة والردود عليها 3 (( الرواية الحقيقية للإمام البنا مع الشيخ الدجوي ))


 من الروايات التى أوردها وحيد حامد فى مسلسل الجماعة قصة ما حدث بين الإمام حسن البنا والشيخ الدجوي وكعادته طبعا أجتزئ الرواية ولم يذكرها كاملة لمجرد أن يظهر الإمام البنا بغليظ القلب ولا يعطى للعلماء قدرهم هذه هى الرواية الحقيقية لقصة ما حدث بين الإمام البنا والشيخ الدجوي :


كنت أقرأ للشيخ يوسف الدجوي – رحمه الله – كثيرا وكان الرجل سمح الخلق حلو الحديث صافي الروح. وبحكم النشأة الصوفية كان بيني وبينه رحمه الله صلة روحية وعلمية تحملني على زيارته الفينة بعد الفينة، بمنزله بقصر الشوق أو بعطفة الدويداري بحي الأزهر، وكنت أعرف أن له صلات بكثير من رجال المعسكر الإسلامي من علماء أو وجهاء، وأعرف أنهم يحبونه ويقدرونه فعزمت على زيارته، ومكاشفته بما في نفسي، والاستعانة به على تحقيق هذه الفكرة والوصول إلى هذه الغاية وزرته بعد الإفطار، وكان حوله لفيف من العلماء وبعض الوجهاء، ومن بينهم رجل فاضل لا أزال أذكر أن اسمه” أحمد بك كامل” وإن لم ألتق به بعد هذه المرة.


تحدثت إلى الشيخ في الأمر فأظهر الألم والأسف وأخذ يعدد مظاهر الداء والآثار السيئة المترتبة على انتشار هذه الظاهرة في الأمة، وخلص من ذلك إلى ضعف المعسكر الإسلامي أمام هؤلاء المتآمرين عليه، وكيف أن الأزهر حاول كثيرا أن يصد هذا التيار فلم يستطع، وتطرق الحديث إلى جمعية” نهضة الإسلام” التي ألفها الشيخ، هو ولفيف من العلماء، ومع ذلك لم تجد شيئا، وإلى كفاح الأزهر ضد المبشرين والملحدين، وإلى مؤتمر الأديان في اليابان، ورسائل الإسلام التي ألفها فضيلته وبعث بها إليه، وانتهي ذلك كله إلى أنه لا فائدة من كل الجهود، وحسب الإنسان أن يعمل لنفسه وأن ينجو بها من هذا البلاء. وأذكر أنه تمثل بهذا البيت، الذي كان كثيراً ما يتمثل به، والذي كتبه لي في بعض بطاقاته في بعض المناسبات:


وما أبالي إذا نفسي تطاوعني على النجاة بمن قد مات أو هلكا


وأوصاني أن أعمل بقدر الاستطاعة، وأدع النتائج لله”لا يكلف الله نفساً إلا وسعها”لم يعجبني طبعا هذا القول، وأخذتني فورة الحماسة وتمثل أمامي شبح الإخفاق المرعب إذا كان هذا الجواب سيكون جواب كل من ألقى من هؤلاء القادة فقلت له في قوة: “ إنني أخالفك يا سيدي كل المخالفة في هذا الذي تقول. وأعتقد أن الأمر لا يعدو أن يكون ضعفاً فقط، وقعوداً عن العمل، وهروباً من التبعات: من أي شيء تخافون؟ من الحكومة أو الأزهر؟.. يكفيكم معاشكم واقعدوا في بيوتكم واعملوا للإسلام، فالشعب معكم في الحقيقة لو واجهتموه، لأنه شعب مسلم، وقد عرفته في القهاوي ، وفي المساجد، وفي الشوارع، فرأيته يفيض إيماناً، ولكنه قوة مهملة من هؤلاء الملحدين والإباحيين، وجرائدهم ومجلاتهم لا قيام لها إلا في غفلتكم، ولو تنبهتم لدخلوا جحورهم.


يا أستاذ ! إن لم تريدوا أن تعملوا لله فاعملوا للدنيا وللرغيف الذي تأكلون، فإنه إذا ضاع الإسلام في هذه الأمة ضاع الأزهر، وضاع العلماء، فلا تجدون ما تأكلون، ولا ما تنفقون، فدافعوا عن كيانكم إن لم تدافعوا عن كيان الإسلام، واعملوا للدنيا إن لم تريدوا أن تعملوا للآخرة، وإلا فقد ضاعت دنياكم وآخرتكم على السواء”!.


وكنت أتكلم في حماسة وتأثر وشدة، من قلب محترق مكلوم، فانبرى بعض العلماء الجالسين يرد علي في قسوة كذلك، ويتهمني بأنني أسأت إلى الشيخ وخاطبته بما لا يليق، وأسأت إلى العلماء والأزهر، وأسأت بذلك إلى الإسلام القوي العزيز، والإسلام لا يضعف أبدا والله تكفل بنصره.


وقبل أن أرد عليه انبرى أحمد بك كامل هذا وقال: “ لا يا أستاذ، من فضلك هذا الشاب لا يريد منكم إلا الاجتماع لنصرة الإسلام. وإن كنتم تريدون مكاناً تجتمعون فيه فهذه داري تحت تصرفكم افعلوا بها ما تريدون، وإن كنتم تريدون مالاً فلن نعدم المحسنين من المسلمين، ولكن أنتم القادة فسيروا ونحن وراءكم. أما هذه الحجج فلم تعد تنفع بشيء”. هنا سألت جاري عن هذا الرجل المؤمن: من هو؟ فذكر لي اسمه – وما زال عالقاً بذهني ولم أره بعد – وانقسم المجلس إلى فريقين فريق يؤيد رأي الأستاذ العالم، وفريق يؤيد رأي أحمد بك كامل، والشيخ – رحمه الله – ساكت. ثم بدا له أن ينهي هذا الأمر فقال: على كل حال نسأل الله أن يوفقنا للعمل بما يرضيه، ولا شك أن المقاصد كلها متجهة إلى العمل، والأمور بيد الله. و أظننا الآن على موعد مع الشيخ محمد سعد فهيا لنزوره.


وانتقلنا جميعاً إلى منزل الشيخ محمد سعد – وهو قريب من منزل الدجوي رحمه الله – وتحريت أن يكون مجلسي بجوار الشيخ الدجوي مباشرة لأستطيع الحديث فيما أريد. ودعا الشيخ محمد سعد بحلويات. رمضان فقدمت وتقدم الشيخ ليأكل فدنوت منه، فلما شعر بي بجواره سأل: من هذا؟ فقلت: فلان.


فقال: أنت جئت معنا أيضاً؟ فقلت: نعم يا سيدي، وسوف لا أفارقكم إلا إذا انتهينا إلى أمر. فأخذ بيده مجموعة من النقل وناولنيها وقال: خذ وإن شاء الله نفكر، فقلت يا سبحان الله يا سيدي إن الأمر لا يحتمل تفكيرا، ولكن يتطلب عملا، ولو كانت رغبتي في هذا النقل وأمثاله لاستطعت أن أشتري بقرش وأظل في منزلي ولا أتكلف مشقة زيارتكم. يا سيدي إن الإسلام يحارب هذه الحرب العنيفة القاسية، ورجاله وحماته وأئمة المسلمين يقضون الأوقات غارقين في هذا النعيم. أتظون أن الله لا يحاسبكم على هذا الذي تصنعون؟ إن كنتم تعلمون للإسلام أئمة غيركم وحماة غيركم فدلوني عليهم لأذهب إليهم، لعلي أجد عندهم ما ليس عندكم !!


أما الجزء التالى فطبعا لم يذكره وحيد حامد فى مسلسل الجماعة متعمدا متناسى لأن النتيجة طبعا لم تروق له قال الشيخ حسن البنا بعد ذالك :


وسادت لحظة صمت عجيبة، وفاضت عينا الشيخ رحمه الله بدمع غزير بلل لحيته، وبكى بعض من حضر. وقطع الشيخ رحمه الله هذا الصمت بأن قال في حزن عميق وفي تأثر بالغ: وماذا أصنع يا فلان؟ فقلت يا سيدي الأمر يسير، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. لا أريد إلا أن تحصر أسماء من نتوسم فيهم الغيرة على الدين، من ذوي العلم والوجاهة والمنزلة، ليفكروا فيما يجب أن يعملوه: يصدرون ولو مجلة أسبوعية أمام جرائد الإلحاد والإباحية، ويكتبون كتباً وردوداً على هذه الكتب ويؤلفون جمعيات يأوي إليها الشباب، وينشطون حركة الوعظ والإرشاد.. وهكذا من هذه الأعمال. فقال: جميل. وأمر برفع” الصينية” بما عليها، وإحضار ورقة وقلم. وقال: أكتب. وأخذنا نتذاكر الأسماء، فكتبنا فريقاً كبيراً من العلماء الأجلاء أذكر منهم: الشيخ رحمه الله، وفضيلة الأستاذ الشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ عبد العزيز جاويش، والشيخ عبد الوهاب النجار، والشيخ محمد الخضري، والشيخ محمد أحمد إبراهيم، والشيخ عبد العزيز الخولي رحمهم الله.


وجاء اسم السيد رشيد رضا – رحمه الله – فقال الشيخ: اكتبوه اكتبوه فإن الأمر ليس أمرا فرعياً نختلف فيه، ولكنه أمر إسلام وكفر، والشيخ رشيد خير من يدافع بقلمه وعلمه ومجلته وكانت هذه شهادة طيبة من الشيخ للسيد رشيد رحمهما الله، مع ما كان بينهما من خلاف في الرأي حول بعض الشئون. وكان من الوجهاء: أحمد باشا تيمور، ونسيم باشا وأبو بكر يحيى باشا، ومتولي بك غنيم، وعبد العزيز بك محمد – وهو عبد العزيز باشا محمد الآن – وعبد الحميد بك سعيد رحمهم الله جميعاً، وكثيرون غير هؤلاء.


ثم قال الشيخ: وإذن فعليك أن تمر على من تعرف، وأمر على من أعرف، ونلتقي بعد أسبوع إن شاء الله.


التقينا مرات، وتكونت نواة طيبة من هؤلاء الفضلاء وواصلت اجتماعها بعد عيد الفطر، وأعقب ذلك أن ظهرت مجلة” الفتح” الإسلامية القوية يرأس تحريرها الشيخ عبد الباقي سرور نعيم رحمه الله، ومديرها السيد محب الدين الخطيب، ثم آل تحريرها وإدارتها إليه، فنهض بها خير نهوض، وكانت مشعل الهداية والنور لهذا الجيل من شباب الإسلام المثقف الغيور.


وظلت هذه النخبة المباركة من الفضلاء تعمل حتى بعد أن فارقت دار العلوم، وظل يحركها نفر من هذا الشباب المخلص حتى كانت هذه الحركات” جمعية الشبان المسلمين” فيما بعد.


سبحان الله هل رأيتم حمية للعمل للدين وإخلاص للدعوة له كما فعل الإمام البنا وهو ما زال بعد شابا صغيرا ولأن هذه الدعوة خالصة لوجه الله الكريم فأنبتت هذه الدعوة عملا للشيخ الدجوي ظهرت آثاره بمجلة إسلامية قوية وجمعية الشبان المسلمين التى لا زالت قائمة للآن


السؤال الآن لما يذكر وحيد حامد نتيجة ما حدث بين الإمام البنا والشيخ الدجوي وأكتفى فقط بما يظهر الشيخ البنا بغلظة القلب وعدم إعطاء المشايخ قدرهم وهو كما رأيت فى الرواية منافى للحقيقة




تابع القراءة ....

FeedBurner FeedCount